كان الجو صحواً,والسماء صافية,وفجأة هبت الرياح,وساد ظلام دامس, واختفى
القمر من كبد السماء, واختفت النجوم وتلك الأضواء, وكان خالد يسير, وبينما هو
كذلك إذ رأى بالأثير,فتاة تسير,فتاة منظرها يجعل العقل يحير,فشده حالها وبدأ في
التفكير,مالذي أخرجها في هذا الوقت الخطير, فأوقف سيارته بالقرب منها ,فأوجست
منه خيفة من سوء المصير, فقال لها: إلى أين أيها القمر المنير..؟ فقالت: إلى
منزلي, فقال وأين تقطنين؟ قالت: في الأحساء عشق الملايين,أرض الشجاعة
والأكرمين, قال: ومن هم أهلك؟ قالت أُناس طيبون ..! قال ومالذي جعلك تسيرين
وحيدة؟ فأجابته :حالة نفسية سيئة وأمور عصيبة, فقال: هل لي بمساعدتك..؟ فقالت:
ومن تكون ياذا الشخصية المهيبة؟ فقال: أنا من نفس أرضك الحبيبة, فقالت:
ومانسبك؟ فقال أنا من عائلة نجيبة...صنيعها الخير, ومساعدة من هم في مصيبة,..!!
فلما اطمأنت له قالت لابأس ولكن...!! الاتخاف من الشبهة لإركابك فتاة غريبة؟
فقال :يكفيني الله شاهداً على نيتي وهو منجيني من كل حال صعيبة...فقالت والناس؟
قال: لا عليكِ فهم لا يدعون أحداً في حاله دون أن يأخذ نصيبه,فقالت: ولكنني فتاة
تخاف على سمعتها من ألسنة الناس التي كالنار اللهيبة, فقال: أتصدقين!! قالت ماذا؟
فأجابها إنك فتاة غريبة!! أفي هذا الحال والأجواء العصيبة, ترفضين المساعدة
وتكونين عنيدة. !!! فقالت: هكذا حال الدنيا والفتاة كزجاجة إن إنكسرت فمن المحال أن
تعود كما كانت جديدة. فقال إذاً أعذريني يابنت العائلة المجيدة,إن كنت قد أخطأت في
حقك ولو بكلمة عنيدة...فقالت:لا عليك فأنت على مايبدو من عائلة لها أمجاد
تليدة..!! فودعها وأوصاها على نفسها وتمنى لها حياة سعيدة...!!