«بلاي ستيشن» تربط المسـنين بعقول الأبنـاء
نهار الشمري - جدة
مسنان يلعبان البلايستيشن
نموذج من الآباء يطبقون مبدأ صداقة الأبناء والحوار معهم والنزول الى مستوى أفكارهم ومشاركتهم ألعابهم وتعد لعبة «البلاى ستيشن» صاحبة الأغلبية الشعبية من الألعاب التي يعشقها الكثير ولم يعد هذا العشق مقتصرا على الشباب فقط ، بل تتخطى ذلك لتأسر قلوب كبار السن ايضا ومن دواعى السرور ان نجد كبار السن يتمتعون بروح شبابية فوق العادة يحسدون عليها خصوصا من المسنين الذين يفتقرون لهذه الخصلة وكيف لا يتمتعون بتلك الروح وهم يشاركون أبناءهم الشباب تلك الاوقات العائلية الجميلة المفعمة بالفكاهة وروح التحدي ولا نبالغ اذا قلنا ان الكثير من الشباب يتمنون ان يكون آباؤهم ممن يتميزون بروح شبابية وان يشاركوهم ليس فقط في لعب البلاى ستيشن وحسب بل في جميع امورهم الشبابية والتي تعتبر خطا احمر يصعب تجاوزه عند الاغلبية من الآباء، بالرغم من انها ليست خطأ ..
اتصل بي احد الاصدقاء ذات يوم طالبا منى ان ارافقه الى استراحتهم الواقعة شمال جدة ونحن نسير بسيارة صديقي الى موقع الاستراحة كنت اتوقع ان نقابل عددا من الشباب بنفس أعمارنا التي لا تتجاوز الثلاثين الا ان عكس ذلك ما حدث وبعد دخولنا من باب الاستراحة حيّانا والد صديقي ولم اعرف في البداية من هو الا وعرفنى صديقي عليه، حينها قلت في نفسي هي جلسة « شيبان» ولم تدم السواليف طويلا ليفاجئني والد صديقي باحضار البلاى ستيشن بنفسه، وقال لي تتحدى ومدّ لى يد البلاي ستيشن الاخرى حينها ادركت انه لم يكن في الجلسة « شايب» سواى خصوصا اننا لم نكن نحن فقط في المجلس بل كان الكثير من الشباب وكبار السن الذين ينتظرون دورهم للعب وللمنافسة وغطت الضحكات ارجاء المكان والتحدي اصبح على اشده واخذ كل واحد منا دوره في اللعب وبعد ان هزمت عدة مرات كوني غير محترف بلعب البلاي ستيشن فجميع من حولى محترفون.
حوار
ويقول والد صديقى «هاشم»: «اننى في الغالب ألعب مع ابنائي واشعر بأن هذه اللعبة تقربني منهم وتجعل الحوار بيننا اسهل، واطلق والد هاشم الحكمة المعروفة « اذا كبر ابنك خاويه» وهذه الطريقة هي احدى الطرق لمخاواة ابنك وتجعله قريبا منك يشعر بك وتشعر به.
ونصح ابو هاشم جميع الآباء بالتقرب لأبنائهم بأي طريقة حتى لو كانت باللعب معه او بالخروج معه الى أي مكان هو يرغب به.
مفاهمة
ويضيف شاب لا يتجاوز عمره سبعة عشر عاما ان الآباء بهذه الطريقة يتقربون الينا ويسهل فهمنا لهم، كما يسهل فهمهم لنا، واضاف احمد سالم ان الكثير من اصدقائه يحسدونه على والده الذي يتميز بروح شبابية عالية ويتمنون ان يصبح آباؤهم على هذا النحو .
تفــوق
ويضيف «أبو فيصل» إنني أحد الآباء الذين يهتمون باللعب على الانترنت مع ابني وأشجعه على ممارسة هوايته تلك منذ أربعة أعوام ومع ذلك فإن درجاته الدراسية في تحسن مستمر، وكذلك أحواله المزاجية والنفسية هناك العديد من المتغيرات التي تفسر النتائج المترتبة على ألعاب الإنترنت لكل فرد على حدة .. فنادرا ما نعد اللعب هو السبب في ظهور جوانب سيئة أو حسنة في حياتنا ومن وجهة نظر العلم فإن اللعب لا يفسر الكثير من التباين الذي نراه.
والسؤال هو: هل اللعب هو الذي أدى للحصول على درجات أفضل فربما يكون اللعب قد ساعده من جانب ما أو بطريقة ما ولكن من المحتمل أيضا أن تحصل على تلك الدرجات المرتفعة ولو لم يكن يمارس اللعب إذ إن ذلك يعتمد على نوع اللعبة التي يلعبها والوقت الذي يستغرقه فيها أضف إلى ذلك الطريقة التي نلعب بها، ولكن العديد يركز على عنوان اللعبة.
وما أنصح به هو الاعتدال وأن تدرك وقت اللعب وأيضا تختار الألعاب التي تنمي القدرات الذهنية.
تجميل
ونوه «ابو فهد» الى ان عمر ابنه 15 عاما ويحب جدا ألعاب الإنترنت وأنا أعرف أنه على علاقة بأعضاء مقاهي الإنترنت وكانوا مندهشين عندما علموا عمره الحقيقي والعديد من الشباب ممن يلعب على الانترنت يحاول تجميل نفسه إما من خلال اللغة أو من خلال ما يقومون به من أنشطة تميل إلى التركيز بشكل قليل على أهداف الجماعات وبشكل أكثر على تمجيد الفرد والبعض منهم يتعامل بشكل طبيعي مع غيره وهناك آخرون أصبحوا أكثر نضوجا وذلك من الاحتكاك باللاعبين كبار السن.
أسلوب
فيما يؤكد «محمد الزواد» أن ابنه بالفعل شاب يافع وهذا يعني ألا يتعامل معه وكأنه طفل يُؤمر فيطيع وإلا عوقب فإن تقبل الابن منه هذا الأسلوب مرات فلن يتقبله بعد ذلك، وسيلجئه هذا لأن يعرب عن رفضه أسلوب الأب بطريقة غير مقبولة ولهذا اتعامل مع ابنى بمنطق الأصدقاء واقوم بممارسة هواياته، وعلى من يتحدث إلى الوالد ضرب أمثلة له من واقع الحياة لنماذج من العلاقات السيئة بين الوالد وابنه نتيجة لعدم فهم الوالد لأبنائه، ونتيجة القسوة والجفوة ووضعهما في غير موضعهما.
معالجة
وأوضح الإخصائى الاجتماعى «محمد اليامى» أهمية تفهم الأب هذه المرحلة ولا يعني هذا التدليل أو التهاون في الأخطاء ولكن كل المطلوب معالجة أسباب هذه الأخطاء بهدوء وحكمة، فحينما يُلاحظ الأب انخفاض مستوى الابن دراسيا مثلا لا يعالج الأمر بالعقاب أو التهديد أو الحرمان كخطوة أولى بل لا بد أن يعرف أسباب هذا الانخفاض أولا من خلال حوار هادئ بينهما يتبين فيه الأمر ثم يحاولان معا علاج هذه الأسباب وكأنهما صديقان.
وأن يعي الأب أن المستوى الدراسي على أهميته ليس هو أهم ما في الحياة فنشأة الأبناء أصحاء أسوياء نفسيا أهم بكثير من المستوى العلمي والدراسي وكم من متفوقين دراسيا فشلوا في إقامة علاقات سوية بالآخرين بل لم يحيوا حياة سوية على الإطلاق والعكس صحيح.
نهار الشمري - جدة
مسنان يلعبان البلايستيشن
نموذج من الآباء يطبقون مبدأ صداقة الأبناء والحوار معهم والنزول الى مستوى أفكارهم ومشاركتهم ألعابهم وتعد لعبة «البلاى ستيشن» صاحبة الأغلبية الشعبية من الألعاب التي يعشقها الكثير ولم يعد هذا العشق مقتصرا على الشباب فقط ، بل تتخطى ذلك لتأسر قلوب كبار السن ايضا ومن دواعى السرور ان نجد كبار السن يتمتعون بروح شبابية فوق العادة يحسدون عليها خصوصا من المسنين الذين يفتقرون لهذه الخصلة وكيف لا يتمتعون بتلك الروح وهم يشاركون أبناءهم الشباب تلك الاوقات العائلية الجميلة المفعمة بالفكاهة وروح التحدي ولا نبالغ اذا قلنا ان الكثير من الشباب يتمنون ان يكون آباؤهم ممن يتميزون بروح شبابية وان يشاركوهم ليس فقط في لعب البلاى ستيشن وحسب بل في جميع امورهم الشبابية والتي تعتبر خطا احمر يصعب تجاوزه عند الاغلبية من الآباء، بالرغم من انها ليست خطأ ..
اتصل بي احد الاصدقاء ذات يوم طالبا منى ان ارافقه الى استراحتهم الواقعة شمال جدة ونحن نسير بسيارة صديقي الى موقع الاستراحة كنت اتوقع ان نقابل عددا من الشباب بنفس أعمارنا التي لا تتجاوز الثلاثين الا ان عكس ذلك ما حدث وبعد دخولنا من باب الاستراحة حيّانا والد صديقي ولم اعرف في البداية من هو الا وعرفنى صديقي عليه، حينها قلت في نفسي هي جلسة « شيبان» ولم تدم السواليف طويلا ليفاجئني والد صديقي باحضار البلاى ستيشن بنفسه، وقال لي تتحدى ومدّ لى يد البلاي ستيشن الاخرى حينها ادركت انه لم يكن في الجلسة « شايب» سواى خصوصا اننا لم نكن نحن فقط في المجلس بل كان الكثير من الشباب وكبار السن الذين ينتظرون دورهم للعب وللمنافسة وغطت الضحكات ارجاء المكان والتحدي اصبح على اشده واخذ كل واحد منا دوره في اللعب وبعد ان هزمت عدة مرات كوني غير محترف بلعب البلاي ستيشن فجميع من حولى محترفون.
حوار
ويقول والد صديقى «هاشم»: «اننى في الغالب ألعب مع ابنائي واشعر بأن هذه اللعبة تقربني منهم وتجعل الحوار بيننا اسهل، واطلق والد هاشم الحكمة المعروفة « اذا كبر ابنك خاويه» وهذه الطريقة هي احدى الطرق لمخاواة ابنك وتجعله قريبا منك يشعر بك وتشعر به.
ونصح ابو هاشم جميع الآباء بالتقرب لأبنائهم بأي طريقة حتى لو كانت باللعب معه او بالخروج معه الى أي مكان هو يرغب به.
مفاهمة
ويضيف شاب لا يتجاوز عمره سبعة عشر عاما ان الآباء بهذه الطريقة يتقربون الينا ويسهل فهمنا لهم، كما يسهل فهمهم لنا، واضاف احمد سالم ان الكثير من اصدقائه يحسدونه على والده الذي يتميز بروح شبابية عالية ويتمنون ان يصبح آباؤهم على هذا النحو .
تفــوق
ويضيف «أبو فيصل» إنني أحد الآباء الذين يهتمون باللعب على الانترنت مع ابني وأشجعه على ممارسة هوايته تلك منذ أربعة أعوام ومع ذلك فإن درجاته الدراسية في تحسن مستمر، وكذلك أحواله المزاجية والنفسية هناك العديد من المتغيرات التي تفسر النتائج المترتبة على ألعاب الإنترنت لكل فرد على حدة .. فنادرا ما نعد اللعب هو السبب في ظهور جوانب سيئة أو حسنة في حياتنا ومن وجهة نظر العلم فإن اللعب لا يفسر الكثير من التباين الذي نراه.
والسؤال هو: هل اللعب هو الذي أدى للحصول على درجات أفضل فربما يكون اللعب قد ساعده من جانب ما أو بطريقة ما ولكن من المحتمل أيضا أن تحصل على تلك الدرجات المرتفعة ولو لم يكن يمارس اللعب إذ إن ذلك يعتمد على نوع اللعبة التي يلعبها والوقت الذي يستغرقه فيها أضف إلى ذلك الطريقة التي نلعب بها، ولكن العديد يركز على عنوان اللعبة.
وما أنصح به هو الاعتدال وأن تدرك وقت اللعب وأيضا تختار الألعاب التي تنمي القدرات الذهنية.
تجميل
ونوه «ابو فهد» الى ان عمر ابنه 15 عاما ويحب جدا ألعاب الإنترنت وأنا أعرف أنه على علاقة بأعضاء مقاهي الإنترنت وكانوا مندهشين عندما علموا عمره الحقيقي والعديد من الشباب ممن يلعب على الانترنت يحاول تجميل نفسه إما من خلال اللغة أو من خلال ما يقومون به من أنشطة تميل إلى التركيز بشكل قليل على أهداف الجماعات وبشكل أكثر على تمجيد الفرد والبعض منهم يتعامل بشكل طبيعي مع غيره وهناك آخرون أصبحوا أكثر نضوجا وذلك من الاحتكاك باللاعبين كبار السن.
أسلوب
فيما يؤكد «محمد الزواد» أن ابنه بالفعل شاب يافع وهذا يعني ألا يتعامل معه وكأنه طفل يُؤمر فيطيع وإلا عوقب فإن تقبل الابن منه هذا الأسلوب مرات فلن يتقبله بعد ذلك، وسيلجئه هذا لأن يعرب عن رفضه أسلوب الأب بطريقة غير مقبولة ولهذا اتعامل مع ابنى بمنطق الأصدقاء واقوم بممارسة هواياته، وعلى من يتحدث إلى الوالد ضرب أمثلة له من واقع الحياة لنماذج من العلاقات السيئة بين الوالد وابنه نتيجة لعدم فهم الوالد لأبنائه، ونتيجة القسوة والجفوة ووضعهما في غير موضعهما.
معالجة
وأوضح الإخصائى الاجتماعى «محمد اليامى» أهمية تفهم الأب هذه المرحلة ولا يعني هذا التدليل أو التهاون في الأخطاء ولكن كل المطلوب معالجة أسباب هذه الأخطاء بهدوء وحكمة، فحينما يُلاحظ الأب انخفاض مستوى الابن دراسيا مثلا لا يعالج الأمر بالعقاب أو التهديد أو الحرمان كخطوة أولى بل لا بد أن يعرف أسباب هذا الانخفاض أولا من خلال حوار هادئ بينهما يتبين فيه الأمر ثم يحاولان معا علاج هذه الأسباب وكأنهما صديقان.
وأن يعي الأب أن المستوى الدراسي على أهميته ليس هو أهم ما في الحياة فنشأة الأبناء أصحاء أسوياء نفسيا أهم بكثير من المستوى العلمي والدراسي وكم من متفوقين دراسيا فشلوا في إقامة علاقات سوية بالآخرين بل لم يحيوا حياة سوية على الإطلاق والعكس صحيح.