اطلق عليها الناس في الماضي تسمية «شجرة الخير» أو «فاكهة الشتاء» واستخرجوا منها دقيقاً خبزوه واقتاتوا به. وتعرف شجرة الكستناء بعمرها الطويل الذي يتحدى تعاقب الزمن، وثمارها الشهية التي تزيدنا دفئا وحميمية في فصل الشتاء على وجه الخصوص، فثمرتها تقطف في هذا الفصل بالذات، مع العلم ان شجرتها تعمّر حوالي الف سنة وذروة انتاجها تكون بعمر 40 الى 60 سنة.
هذه الميزات إلى جانب فوائدها الصحية الكثيرة. فهي تحتوي على فيتامينات ومعادن ضرورية لجسم الانسان، نذكر منها توفرها على كميّة كبيرة من الالياف (5 غرامات لكلّ مئة غرام كستناء) وعلى فائض من السكريات (اكثر من 38 غراما لكلّ 100 غرام كستناء) معظمه مكوّن من النشاء. كما تساعد على تخزين البوتاسيوم الضروري للرياضيين وعلى توفير الفيتامينات الاساسية كالفيتاميناتB وE وC بمعدل 25 الى 30 ملغراماً لكل مئة غرام كستناء).
وتعود نشأة الكستناء الى آسيا الصغرى (تركيا حاليا) وإن عرفت قديماً في اوروبا أيضا من خلال الرومان الذين قدّموها الى القارة العجوز، فانتشرت بشكل كبير واصبحت تدخل في مكوّنات العديد من الاطباق والحلويات الشهية.
اما بالنسبة الى طريقة تناولها، فالغالبية تفضّل تذوّقها مشوية في ليالي الشتاء الباردة حين يستمتع الساهرون بتجمعهم حول المدفأة ويتلذذون بتقشيرها وتناول لبها. كما يستعان بالكستناء في تزيين الاطباق الفخمة كالمنسف والديك الرومي مع الارز، فتقدّم إمّا مشوية او مسلوقة حسب رغبة ربّة المنزل. ويمكن كذلك تناول الكستناء نيئة.
ايضاً، تشتهر حلويات عدّة بمكوّناتها الاساسية من الكستناء، ولعلّ مثلجات الكستناء او ما يعرف بالاجنبية بـ Marons Glace هي الاكثر شعبية. وتحضر بعض العائلات حلوى عيد الميلاد Buches de Noel من كريمة الكستناء عوضاً عن الكريمة العادية المصنوعة من الشوكولا.