[صوره جميله جدا من حياة أول معلمة من القطيف
أول معلمة قطيفية تحكي قصتها
تفاجأتُ بوجود اسمي ضمن الخريجات من الجامعة
استقبلتنا أغصان بيتها و خضرته ترتل تراحيب صاحبتها الدافئة، قبل أن تطل أم نوفل علينا مرحبة. وأم نوفل هو اسم اشتهرت به وعرفت به الأستاذة معصومة أبو السعود أول معلمة في القطيف.
كان جو الصباح هادئ و حميمي يغري بالرجوع بالذاكرة لسنوات مضت فكان سؤالا أوحى لأم نوفل بكل القصة تباعا متضمنة كل أسئلتنا وإليكم هذا الحوار:
* المعلمة الأولى في القطيف كيف؟
البداية كنت ضمن أول دفعة تكمل دراستها في المراحل المختلفة تباعا دون انقطاع كما كان سابقا حيث يصعب مواصلة الدراسة للدفعات السابقة لعدم وجود مدارس متوسطة أو ثانوية .. فكنّ يجلسن في المنزل عاما أو عامين حتى تفتتح تلك المدارس..
لكن دفعتنا أنهت دراستها دون انقطاع ..
و عندما أنهيت دراستي الثانوية كان السؤال إلى أين نذهب الآن .. حيث رغبتنا في المرحلة الجامعية كانت تبدو غير واضحة مع عدم وجود جامعة في المنطقة الشرقية ولا أخفيك رغبتي الشديدة في الدراسة .. كان حلمي الذي لم يتحقق لالتحاقي بالقسم الأدبي لعدم وجود القسم العلمي آنذاك وأد حلم الصيدلة سريعا ..
لكني كنت مصرة على التعليم الجامعي فسألت أخي الذي اقترح علي الذهاب للتسجيل في كلية التربية في الرياض و أخبرني أن عدد من بنات القطيف سجلن فيها.
كنا 56 فتاة قطيفية .. وكان القانون يحتم إجراء مقابلة شخصية بأسئلة خاصة لبنات الشيعة .. لا أزال أتذكر عميدة كلية التربية كانت من السودان ..
و للأسف الشديد جاءنا الرفض ليلة عيد الفطر المبارك..
وكانت من دفعتنا منى اليوسف وهي من الأوائل على المملكة لكنها رفضت أيضاً ثم أعطيت بعثة لأمريكا لكن أباها رفض ذهابها لأمريكا و أرسلها للدراسة في مصر. في تلك الفترة كان المقتدرون يبعثون بناتهن لمصر أو العراق للدراسة و نظرا لأن ظروفنا لم تكن تسمح لي بالدراسة في الخارج فقد أخبرني أخي عن فرصة للانتساب في جامعة الملك سعود فكان ذلك ... كان يحضر لي المحاضرات و أذهب لامتحن ..
أتذكر الصعوبات اللي واجهتنا في السكن و أنظمة الجامعة .. مثلا كان يقال لنا عند التسجيل كم ساعة تريدين تسجيلها ؟ ولم نكن نعرف معنى نظام الساعات ولا ماذا يعني عدد الساعات المراد تسجيلها ولا أحد يجيب علينا، فكنت أسأل المسجلة كم مسموح لي؟ تخبرني بأعلى عدد مسموح فأطلب منها أعطائي ذات العدد الأعلى ..
لأفاجأ في نهاية السنة الثالثة بإعلان معلق في الجامعة عن الطالبات المتوقع تخرجهن في الفصل القادم، وكان اسمي بينهن!..
و هكذا تخرجت في ثلاث سنوات ونصف السنة..
أيضا أتذكر عندما قُبلنا جاءت أسماء بنات القطيف و تخصصهن خدمة اجتماعية، أما أنا فقد كنت الوحيدة تخصصي علم اجتماع .. وكن يقلن لي ستصبحين معلمة "و تشقي بالخدمة"!.
و هكذا أصبحت معلمة..
* و كيف كنتِ أول معلمة قطيفية؟
في تلك الفترة كان عدد من بنات القطيف يتعين في وظيفة كاتبة أي يوجد قبلي إداريات على بند الأجور و ليس تعيين رسمي، و كنت أتقدم بأوراقي لهذه الوظيفة قبل تخرجي، بعد تخرجي ظهر اسمي من المقبولين في وظيفة كاتبة فرفضت لأنني معلمة وخريجة جامعية، أختي التي كانت تعمل في ديوان الخدمة نصحتني بقول الوظيفة حتى يتم رفع أوراقي .. و توظفت بمسمى كاتبة ليأتي بعد شهرين تعييني معلمة في مدرسة الثانوية الأولى والثانية بالقطيف و درست علم الاجتماع وعلم النفس معاً. و انتدبت لكل المدارس الثانوية في المنطقة بالإضافة للمعاهد حيث مرت فترة كنت أُدرس فيها في المدرسة صباحا وفي المعاهد مساءا. وهكذا كنت أول معلمة قطيفية.
* وهل الوظيفة و التخصص هي التي خلقت منك ناشطة اجتماعية؟
لا .. واقعا كنت أحمل هذا الهم من قبل ذلك لعدة أسباب:
1-البيئة التي خرجت منها حيث أدركت باكرا من المشاهد التي عشتها ورأيتها في المنطقة من فقر وجهل وغيره.. وكنت من الصف السادس الابتدائي أدرس صباحاً وأُدرس عصراً المكملات والضعيفات، و في الإجازات صباحاً وعصراً إضافة للعمل في الجمعيات الخيرية "القطيف بالتحديد" كمعلمة في محو الأمية.
2- حب أهل البيت "عليهم السلام" الشديد وتعلقي بهم فقد كان والديّ شديدي التعلق بأهل البيت عليهم السلام. أتذكر والدي رحمه الله كان يمنعنا من الطبخ أو إشعال الضوء في أيام العشرة من محرم لشدة الحزن فكنا نأكل البسكويت أوالخبز اليابس. وكذا والدتي رحمها الله كانت بكّاءة في حب الله و محبة أوليائه خصوصاً الإمام الحسين عليه السلام.. أحيانا كنا نسمعها تقول "بسم الله الرحمن الرحيم" و تدخل في نوبة بكاء عارمة لمدة طويلة.
3- كانت أخواتي من أوائل من بدأن تدريس أطفال الحي و مساعدتهم على التعلم فعشت هذا الجو ودخلت فيه بالإضافة لاعتمادي على نفسي في أموري فكنت أخيط لي ولأمي و هكذا.
4- كان زواجي بعد السنة الثالثة من دراستي الجامعية وبعدها التحقت بمدرسة لتعليم اللغة الانجليزية تابعة لشركة أرامكو كانت مخصصة للنساء، ثم سافرنا لأمريكا والتحقنا بدورة تدريبية للغة الانجليزية ؛ انقطعت عنها لما وجدت ما أتعطش إليه من علم ديني واسع، حيث كان الجو مختلف عن ما لدينا .. تفتحت على مجموعة كبيرة من الكتب و البرامج والمخيمات الدينية حيث كانت صورة مصغرة للحج والتي كانت تعقد لمدة يومين أو ثلاثة مع تسهيلات كبيرة. مصادر المعرفة هذه فتحت لي بوابة لم تكن موجودة لدينا في تلك الفترة.
5- المواظبة في أحد مساجد القطيف والذي غرفت منه العلوم الدينية فواصلت في طريق المعرفة المتعددة.
6- التحاقي بحملة العدل وتعيني كادر ديني وشعوري بعظمة خدمة الحاجات، وكنت حلقة وصل بينهن وبين العلماء وأكسبني ذلك الكثير على مدى العديد من السنوات وبعدها استجبت لإلحاح الناس لارتقاء منبر الندوات والمحاضرات.
أما بداية النشاط الاجتماعي و المنبري فيعود للطفولة ما بين سن السابعة إلى التاسعة و لاحقاً التأليف في مدح و رثاء أهل البيت.
* وهل كنت مؤهلة لممارسة الدور الأخصائي النفسي في تلك المرحلة؟
التوفيق الإلهي حيث الموهبة الإلهية والوراثة، ثم ظروف الحياة والدراسة أعانتني مع أسفاري المتكررة فضلا عن تراكم الخبرات حيث انتدبت كما أسلفت لكل مدراس القطيف بالإضافة للدروس الدينية وما ذكرته سابقا....
وكنت أنام باكرا واستيقظ عند الواحدة حيث أقرأ وألخص وكان من ضمن ما يشدني قراءته كثيرا تلك الفترة و ركزت عليه كتب تفاسير القرآن الكريم و كنت ألخص وأفهرس ما ألخص.
* هل وجدت الدعم ممن حولك؟
نعم ولا .. كان هناك من دعمني وهناك من كان يرغب في تراجعي و فشلي و كان يعد علي الخطوات بدلاً من المساندة لبعضنا البعض ومازلت متألمة من ذلك.
* وماذا عن أولادك؟
مثلا مع بناتي كنت أعاني بسبب رفض بناتي الذهاب معي للمحاضرات، أفكر ما العمل ففكرت بطريقة أن ألقي عليهم المحاضرة قبل أن ألقيها على الناس وأحيانا بعد ما ألقيها. و كنت أجمع الأسئلة التي تطرح علي بعد نهاية المحاضرة أوالحوار وأرجع وأتناقش معهن فيها. و لدي دفتر احتفظ به للآن أسميته ما أريد أن أتناقشه مع بناتي و كنت أتابع فيه ما ناقشت وما لم أناقشه معهن. وللآن مستمرة في النقاش مع بناتي.
* ماذا بعد التقاعد؟
التقاعد مرحلة تمنح الوقت والهدوء ، أفكر في تأليف عدة كتب تعالج قضايا متعددة غير أن وضعي الصحي يؤخرني في ذلك.. و ما زلت أتابع الدرس والبحث عن المعلومة.
وخرجنا من ضيافتها متمنين لها دوام الصحة و العطاء وأن تتوج هذه المسيرة بمذكرات تعكس واقع المنطقة وتغيراتها وخلاصة تجربة ثرية لأحدى الناشطات في المنطقة.
رحم الله والديك وجزاك الله خيرا اتمنى من بناتنا ان يتخدوك قـــــــــــــــدوة وتقبلوا تحياتي[center]
اختكم
الروح الريئه[/center]
أول معلمة قطيفية تحكي قصتها
تفاجأتُ بوجود اسمي ضمن الخريجات من الجامعة
استقبلتنا أغصان بيتها و خضرته ترتل تراحيب صاحبتها الدافئة، قبل أن تطل أم نوفل علينا مرحبة. وأم نوفل هو اسم اشتهرت به وعرفت به الأستاذة معصومة أبو السعود أول معلمة في القطيف.
كان جو الصباح هادئ و حميمي يغري بالرجوع بالذاكرة لسنوات مضت فكان سؤالا أوحى لأم نوفل بكل القصة تباعا متضمنة كل أسئلتنا وإليكم هذا الحوار:
* المعلمة الأولى في القطيف كيف؟
البداية كنت ضمن أول دفعة تكمل دراستها في المراحل المختلفة تباعا دون انقطاع كما كان سابقا حيث يصعب مواصلة الدراسة للدفعات السابقة لعدم وجود مدارس متوسطة أو ثانوية .. فكنّ يجلسن في المنزل عاما أو عامين حتى تفتتح تلك المدارس..
لكن دفعتنا أنهت دراستها دون انقطاع ..
و عندما أنهيت دراستي الثانوية كان السؤال إلى أين نذهب الآن .. حيث رغبتنا في المرحلة الجامعية كانت تبدو غير واضحة مع عدم وجود جامعة في المنطقة الشرقية ولا أخفيك رغبتي الشديدة في الدراسة .. كان حلمي الذي لم يتحقق لالتحاقي بالقسم الأدبي لعدم وجود القسم العلمي آنذاك وأد حلم الصيدلة سريعا ..
لكني كنت مصرة على التعليم الجامعي فسألت أخي الذي اقترح علي الذهاب للتسجيل في كلية التربية في الرياض و أخبرني أن عدد من بنات القطيف سجلن فيها.
كنا 56 فتاة قطيفية .. وكان القانون يحتم إجراء مقابلة شخصية بأسئلة خاصة لبنات الشيعة .. لا أزال أتذكر عميدة كلية التربية كانت من السودان ..
و للأسف الشديد جاءنا الرفض ليلة عيد الفطر المبارك..
وكانت من دفعتنا منى اليوسف وهي من الأوائل على المملكة لكنها رفضت أيضاً ثم أعطيت بعثة لأمريكا لكن أباها رفض ذهابها لأمريكا و أرسلها للدراسة في مصر. في تلك الفترة كان المقتدرون يبعثون بناتهن لمصر أو العراق للدراسة و نظرا لأن ظروفنا لم تكن تسمح لي بالدراسة في الخارج فقد أخبرني أخي عن فرصة للانتساب في جامعة الملك سعود فكان ذلك ... كان يحضر لي المحاضرات و أذهب لامتحن ..
أتذكر الصعوبات اللي واجهتنا في السكن و أنظمة الجامعة .. مثلا كان يقال لنا عند التسجيل كم ساعة تريدين تسجيلها ؟ ولم نكن نعرف معنى نظام الساعات ولا ماذا يعني عدد الساعات المراد تسجيلها ولا أحد يجيب علينا، فكنت أسأل المسجلة كم مسموح لي؟ تخبرني بأعلى عدد مسموح فأطلب منها أعطائي ذات العدد الأعلى ..
لأفاجأ في نهاية السنة الثالثة بإعلان معلق في الجامعة عن الطالبات المتوقع تخرجهن في الفصل القادم، وكان اسمي بينهن!..
و هكذا تخرجت في ثلاث سنوات ونصف السنة..
أيضا أتذكر عندما قُبلنا جاءت أسماء بنات القطيف و تخصصهن خدمة اجتماعية، أما أنا فقد كنت الوحيدة تخصصي علم اجتماع .. وكن يقلن لي ستصبحين معلمة "و تشقي بالخدمة"!.
و هكذا أصبحت معلمة..
* و كيف كنتِ أول معلمة قطيفية؟
في تلك الفترة كان عدد من بنات القطيف يتعين في وظيفة كاتبة أي يوجد قبلي إداريات على بند الأجور و ليس تعيين رسمي، و كنت أتقدم بأوراقي لهذه الوظيفة قبل تخرجي، بعد تخرجي ظهر اسمي من المقبولين في وظيفة كاتبة فرفضت لأنني معلمة وخريجة جامعية، أختي التي كانت تعمل في ديوان الخدمة نصحتني بقول الوظيفة حتى يتم رفع أوراقي .. و توظفت بمسمى كاتبة ليأتي بعد شهرين تعييني معلمة في مدرسة الثانوية الأولى والثانية بالقطيف و درست علم الاجتماع وعلم النفس معاً. و انتدبت لكل المدارس الثانوية في المنطقة بالإضافة للمعاهد حيث مرت فترة كنت أُدرس فيها في المدرسة صباحا وفي المعاهد مساءا. وهكذا كنت أول معلمة قطيفية.
* وهل الوظيفة و التخصص هي التي خلقت منك ناشطة اجتماعية؟
لا .. واقعا كنت أحمل هذا الهم من قبل ذلك لعدة أسباب:
1-البيئة التي خرجت منها حيث أدركت باكرا من المشاهد التي عشتها ورأيتها في المنطقة من فقر وجهل وغيره.. وكنت من الصف السادس الابتدائي أدرس صباحاً وأُدرس عصراً المكملات والضعيفات، و في الإجازات صباحاً وعصراً إضافة للعمل في الجمعيات الخيرية "القطيف بالتحديد" كمعلمة في محو الأمية.
2- حب أهل البيت "عليهم السلام" الشديد وتعلقي بهم فقد كان والديّ شديدي التعلق بأهل البيت عليهم السلام. أتذكر والدي رحمه الله كان يمنعنا من الطبخ أو إشعال الضوء في أيام العشرة من محرم لشدة الحزن فكنا نأكل البسكويت أوالخبز اليابس. وكذا والدتي رحمها الله كانت بكّاءة في حب الله و محبة أوليائه خصوصاً الإمام الحسين عليه السلام.. أحيانا كنا نسمعها تقول "بسم الله الرحمن الرحيم" و تدخل في نوبة بكاء عارمة لمدة طويلة.
3- كانت أخواتي من أوائل من بدأن تدريس أطفال الحي و مساعدتهم على التعلم فعشت هذا الجو ودخلت فيه بالإضافة لاعتمادي على نفسي في أموري فكنت أخيط لي ولأمي و هكذا.
4- كان زواجي بعد السنة الثالثة من دراستي الجامعية وبعدها التحقت بمدرسة لتعليم اللغة الانجليزية تابعة لشركة أرامكو كانت مخصصة للنساء، ثم سافرنا لأمريكا والتحقنا بدورة تدريبية للغة الانجليزية ؛ انقطعت عنها لما وجدت ما أتعطش إليه من علم ديني واسع، حيث كان الجو مختلف عن ما لدينا .. تفتحت على مجموعة كبيرة من الكتب و البرامج والمخيمات الدينية حيث كانت صورة مصغرة للحج والتي كانت تعقد لمدة يومين أو ثلاثة مع تسهيلات كبيرة. مصادر المعرفة هذه فتحت لي بوابة لم تكن موجودة لدينا في تلك الفترة.
5- المواظبة في أحد مساجد القطيف والذي غرفت منه العلوم الدينية فواصلت في طريق المعرفة المتعددة.
6- التحاقي بحملة العدل وتعيني كادر ديني وشعوري بعظمة خدمة الحاجات، وكنت حلقة وصل بينهن وبين العلماء وأكسبني ذلك الكثير على مدى العديد من السنوات وبعدها استجبت لإلحاح الناس لارتقاء منبر الندوات والمحاضرات.
أما بداية النشاط الاجتماعي و المنبري فيعود للطفولة ما بين سن السابعة إلى التاسعة و لاحقاً التأليف في مدح و رثاء أهل البيت.
* وهل كنت مؤهلة لممارسة الدور الأخصائي النفسي في تلك المرحلة؟
التوفيق الإلهي حيث الموهبة الإلهية والوراثة، ثم ظروف الحياة والدراسة أعانتني مع أسفاري المتكررة فضلا عن تراكم الخبرات حيث انتدبت كما أسلفت لكل مدراس القطيف بالإضافة للدروس الدينية وما ذكرته سابقا....
وكنت أنام باكرا واستيقظ عند الواحدة حيث أقرأ وألخص وكان من ضمن ما يشدني قراءته كثيرا تلك الفترة و ركزت عليه كتب تفاسير القرآن الكريم و كنت ألخص وأفهرس ما ألخص.
* هل وجدت الدعم ممن حولك؟
نعم ولا .. كان هناك من دعمني وهناك من كان يرغب في تراجعي و فشلي و كان يعد علي الخطوات بدلاً من المساندة لبعضنا البعض ومازلت متألمة من ذلك.
* وماذا عن أولادك؟
مثلا مع بناتي كنت أعاني بسبب رفض بناتي الذهاب معي للمحاضرات، أفكر ما العمل ففكرت بطريقة أن ألقي عليهم المحاضرة قبل أن ألقيها على الناس وأحيانا بعد ما ألقيها. و كنت أجمع الأسئلة التي تطرح علي بعد نهاية المحاضرة أوالحوار وأرجع وأتناقش معهن فيها. و لدي دفتر احتفظ به للآن أسميته ما أريد أن أتناقشه مع بناتي و كنت أتابع فيه ما ناقشت وما لم أناقشه معهن. وللآن مستمرة في النقاش مع بناتي.
* ماذا بعد التقاعد؟
التقاعد مرحلة تمنح الوقت والهدوء ، أفكر في تأليف عدة كتب تعالج قضايا متعددة غير أن وضعي الصحي يؤخرني في ذلك.. و ما زلت أتابع الدرس والبحث عن المعلومة.
وخرجنا من ضيافتها متمنين لها دوام الصحة و العطاء وأن تتوج هذه المسيرة بمذكرات تعكس واقع المنطقة وتغيراتها وخلاصة تجربة ثرية لأحدى الناشطات في المنطقة.
رحم الله والديك وجزاك الله خيرا اتمنى من بناتنا ان يتخدوك قـــــــــــــــدوة وتقبلوا تحياتي[center]
اختكم
الروح الريئه[/center]